بيض الطيور و مختلف أشكاله
Birds eggs and their different types
تعريف بيض الطيور
تضع كل أنواع الطيور البيض بدلاً من أن تصبح حاملاً، مما يمكنها من رعاية فراخها دون حملها في أحشائها. هذا يعني أن الإناث لا تفقد أبدًا قدرتها على الطيران أثناء تطور أجنتها في البيض. تلعب مكونات البيضة دورا أساسيا في تغذية الجنين و حمايته أثناء نموه إبتداءً من خلية واحدة إلى فرخ كامل التكوين، ملتف بإحكام داخل القشرة و جاهز للفقس. تتكون قشرة البيض بالكامل تقريبًا من بلورات كربونات الكالسيوم (CaCO3)، تعتبر غشاء نصف نافذ، مما يعني أنه من الممكن للهواء و الرطوبة المرور عبر مسامها. تحتوي القشرة أيضًا على طبقة خارجية رقيقة (غشاء) تساعد على الحماية من البكتيريا و الغبار.
تعتبر البويضة، التي يتم إطلاقها من مبيض الطائر إلى الجزء العلوي من قناة البيض، خلية واحدة كبيرة مع نواتها في الخارج في بقعة صغيرة شاحبة تسمى القرص الإنتاشي. بعد الإخصاب، تتطور هذه النواة لتصبح جنينا. تمتلئ بقية البويضة بالصفار الذي يلعب دور مخزن الطعام بالنسبة للجنين.
زلال البيض أو ألبومين (Albumen)
القرص الإنتاشي (Germinal disc)
الغشاء المحي (Vitelline membrane)
غرفة الهواء (Air chamber)
الطبقة الكَلَزِية (Chalaziferous layer)
الطبقات المحّية (Layers of yolk)
الكلازة (Chalaza)
صفار البيض عبارة عن سائل أصفر أو برتقالي أو أحيانا أحمر، غني بالدهون و البروتينات التي يتم تصنيعها في كبد الأم ثم ينتقل إلى مبيضيها عبر مجرى الدم. كما أنه يحتوي على أجسام مضادة لتحفيز الجهاز المناعي للجنين. يستمد لونه من أصباغ الكاروتينويد (الجَزَرَانيّ) مصدرها الطعام الذي تأكله الأم. يحتوي صفار البيض أيضًا على الهرمونات.
بعد الإخصاب، يُحاط الصفار بغشاء محّي، تضاف إليه طبقة جديدة تسمى بالطبقة الكَلَزيّة (Chalaziferous) بعد فترة وجيزة من نزول البيضة عبر قناة البيض. الطبقة الكَلَزيّة عبارة عن طبقة من ألياف البروتين، و التي تشكل الخيوط الداعمة الملتوية. في البيضة السليمة، تتمدد الكلازة أو خيوط الآح (Chlazae) باتجاه طرفي البيضة، وصولا إلى الغشاء المزدوج بين الزلال و قشر البيض.
أشكال البيض
يحدد شكل البيضة عنصران أساسيان هما 1-درجة اللاتماثل بين الطرفين و الذي يحدد درجة إستدقاق طرف البيضة؛ 2-درجة الإهليلجية (التفلطح) و هو الذي يحدد مدى إنحراف شكل البيضة عن كونها كرة مثالية.
ينتج عن ذلك أشكال عديدة للبيض، يمكن إختصارها في 04 أقسام رئيسية:
- الإهليلجي (Elliptical)
يتميز البيض إهليلجي الشكل بطرفين مستديرين متساويين متناظرين و يكون أعرض عند المنتصف. يتراوح طول هذا النوع بين طويل و عادي و قصير، كلما قل طول البيضة يميل شكلها إلى أن يكون دائريا.
دائري (Spherical)
إهليلجي (Elliptical)
إهليلجي طويل (Long Elliptical)
- شبه الإهليلجي (Sub-Elliptical)
شبيه بالشكل الإهليلجي إلا أنه أكثر إمتدادا و أكثر إستدقاقا نحو الطرفين أما الجزء الأعرض فلا يكون عند منتصف البيضة بل يكون منحازا إلى أحد الطرفين.
شبه إهليلجي قصير (Short Sub-elliptical)
شبه إهليلجي (Sub-elliptical)
شبه إهليلجي طويل (Long Sub-elliptical)
- البيضوي (Oval)
أكثر الأشكال شيوعا (كبيض الدجاج الداجن)، يشبه الشكل شبه الإهليلجي في إنحياز الجزء الأعرض إلى أحد الطرفين إلا أنه يتميز بطرف أعرض من الآخر.
بيضوي قصير (Short Oval)
بيضوي (Oval)
بيضوي طويل (Long Oval)
- الكمّثري (Pyriform)
كما يوحي إسمه، يأخذ شكل فاكهة الكمثرى (الإجّاص)، حيث له طرف عريض بشكل واضح و طرف ثان مستدق جدا. بالرغم من نسب شكل هذا البيض إلى شكل فاكهة الكمثرى، إلا أن هذا البيض يكون أكثر إستدقاقا من الفاكهة نفسها.
كمّثري قصير (Short Pyriform)
كمّثري قصير (Pyriform)
كمّثري طويل (Long Pyriform)
أحجام البيض
1: طائر الفيل (Aepyornis maximus)؛ 2: الموة (Dinornithiformes)؛ 3: النعامة (Struthio camelus)؛ 4: التم الأخرس (Cygnus olor)؛ 5: المور الشائع (Uria aalge)؛ 6: الدجاج الداجن (Gallus gallus)؛ 7: بومة أم قويق (Athene noctua)؛ 8: الصعو أصفر العرف (Regulus regulus)
صورة : © Drow male | المصدر
بالإظافة إلى اختلافات البيض في الشكل، فهنالك أيضا بعض الاختلافات في الحجم، ليس فقط بين نوع و آخر بل كذلك عند النوع الواحد و في الحضنة نفسها.
1- الإختلافات عند نفس النوع
لو عاينا مجموعة كبيرة من البيض لنفس النوع لوجدنا تفاواتا في الحجم (الطول و العرض) بنسب تتراوح عادة من 10 إلى 12 بالمائة أو أكثر أحيانا. هذا ما يدعونا إذن بالأخذ بعين الإعتبار الفرق في الحجم عند نفس النوع عند محاولة معرفة لمن يعود البيض أو بالأحرى، تشخيص النوع من خلال بيضه. هنالك أيضا إحتمال ظهور بيض ذو حجم غير طبيعي (بيضة واحدة في الحضنة عادة)، قد يكون كبيرا أو صغيرا بشكل غير معتاد، لكن لم يتم ملاحظة بيض كبير جدا في الطبيعة، حيث يتمثل الحجم غير الطبيعي لدى الطيور البرية في بيوض جد صغيرة (قزمة) فقط. عادة ما ينتهي بها المطاف في العش دون فقس لقلة المح فيها، يميل شكلها في غالب الأمر إلى الدائري، سميكة قشرتها ذات ملمس خشن.
صورة لبيضتي دجاج داجن
2- الإختلافات من نوع إلى آخر
لا توجد علاقة مباشرة بين حجم الطائر و حجم بيضه. يضع طائر الطنان فيرفين (Mellisuga minima) أصغر أنواع البيض، بطول لا يتعدى الـ10 مم و بوزن يقل عن نصف غرام، في حين يعتبر بيض نعامة شمال أفريقيا (Struthio camelus) الأكبر، حيث يصل طول البيضة إلى 15 سم و وزنها إلى 1.5 كغ. و مع ذلك، إن أخذنا بعين الإعتبار النسبة بين حجم الأنثى و حجم بيضها، فيمكننا إعتبار بيضة الكيوي هي الأكبر، حيث يصل وزنها إلى حوالي ربع وزن الأنثى.
أكبر بيضة طائر في العالم
مثلما ذكرنا سابقا، تعد أنثى نعام شمال أفريقيا (Struthio camelus) صاحبة أكبر بيضة في العالم بوزن يصل إلى 1.5 كغ، لكن في الواقع تعد الأصغر إن قارناها بحجم الأم، بنسبة 2٪ فقط من وزن جسمها. و بالمقارنة، فإن بيضة الكيوي تشغل حوالي 20٪ من جسم الأم.
يجدر الذكر أن أكبر بيضة سجلتها دراسات الأنواع المنقرضة تعود إلى طائر الفيل من فصيلة Aepyornithidae، و الذي يبلغ طول بيضته 34 سم و بقطر 24 سم. كان يعيش هذا الطائر في جزيرة مدغشقر، تعود فترة انقراضه إلى القرن السابع عشر على الأرجح.
بيض نعام شمال أفريقيا (Struthio camelus)
الفرق في الحجم بين بيض النعام و بيض طائر الفيل المنقرض
بيض النعام؛ بيض طائر الفيل المنقرض
حجم بيضة الكيوي بالنسبة لجسمه
أصغر بيضة طائر في العالم
أصغر بيضة طائر في العالم تعود إلى طائر الطنان فيرفين (Mellisuga minima)، هو طائر يعيش في كل من جمهورية الدومينيكان و هايتي و جامايكا، لا يتعدى طول بيضته 1 سم، و يقدر وزنها بـ 0.375 غ.
بيض طائر الطنان فيرفين (Mellisuga minima)
ألوان البيض
يوضع البيض من طرف أغلب أنواع الطيور بقشرة نصف شفافة (translucent) جزئيا، ثم يفقد هذه الخاصية بعد إكتمال بنيته. تبقى بيوض بعض الطيور بصبغة وردية إن لم يتم تعريضها للضوء.
تتكون قشرة البيض بشكل أساسي من كربونات الكالسيوم، و هي تبدو بيضاء للعين البشرية. إن بيض العديد من الطيور أبيض، و جميع الإختلافات الإضافية في قشر البيض ناتجة عن تفاعل الخصائص الفيزيائية و الكيميائية للقشرة و صبغتان رئيسيتان فقط: البيليفردين، و هي المسؤولة عن درجات اللون الأزرق و الأخضر للبيض، و البروتوبرفيرين الذي ينتج الألوان الصدئة من الأصفر إلى الأحمر إلى البني. يحتوي البيض المرقط و المخطط و المبقع أو المخربش على تركيزات أعلى من البروتوبرفيرين. عندما تتحد الصبغات بنسب مختلفة يمكن أن تخلق تدرجات من البنفسجي إلى الأخضر.
اللون كوسيلة للتمويه
تحتاج الطيور للحفاظ على بيضها إلى طرق متعددة، فعلى غرار الدفاع المباشر ضد المفترسين، تعمل الطيور على ابعاد بيضها عن الأنظار قدر المستطاع، حيث يعتبر لون البيض وسيلة رائعة في التمويه خاصة بالنسبة للطيور التي تكون أعشاشها مكشوفة. أفضل مثال على تمويه البيض على شواطئ الحصى بيض الزقزاق ذو المنقار المنحرف (Anarhynchus frontalis) و بين الأعشاب و الحشائش بيض طائر الزقزاق الذهبي الأمريكي (Pluvialis dominica).
لا تحتاج الطيور المعششة داخل الجحور و التجاويف المظلمة كأويك وحيد القرن (Cerorhinca monocerata) و ببغاء الغطاس (Fratercula arctica) أن تضع بيضا مزركشا، فعادة ما يكون لونه أبيضا أو أزرقا باهتا، و يعتقد كذلك أن ألوانا مثل هذه تساعد الأبوين على تحديد مكان البيض.
تمويه بيض الزقزاق ذو المنقار المنحرف (Anarhynchus frontalis)
صورة : © John Hill | المصدر
تمويه بيض طائر الزقزاق الذهبي الأمريكي (Pluvialis dominica)
صورة : © MeegsC | المصدر
اللون كوسيلة لتشخيص نوع الطائر
إظافة إلى شكل البيضة، يلعب اللون أيضا دورا مهما في تشخيص الأنواع حيث يقوم الباحث بجمع كل المعطيات المتاحة و بالإستناد إلى خبرته الشخصية في الميدان و كذلك الكتب المخصصة للتشخيص (guides) يتمكن من معرفة إلى من يعود البيض. لكن يجب مراعاة وجود مجال تنوع في شكل الزركشة التي يمكن أن يطرأ ليس فقط بين الأفراد من نفس النوع، لكن بين البيض في نفس العش أو الحضنة أحيانا.
مجموعة بيض لأنواع مختلفة من الطيور
صورة : © Sheila1988 | المصدر